(أعني قبل ستين أو سبعين سنة) صاحب عمل وكسب ومواهب وأباً لأولاد. وإن وجد المال فهل يدعه الآباء يتزوج؟
آباء البنات هم سبب المشكلة؛ يسهّلون للبنت من حيث لا يدرون كل سبيل إلا سبيل الحلال، يخرجونها (في كثير من بلاد المسلمين) متكشفة متزينة ويرخون لها الزمام، فإذا جاء من تُرتضى أخلاقه ويُرضى دينه ويكون من أهل الأمانة لقي منهم ما يلقى الأسير العربي في إسرائيل! أهلكوه بالمطالب الثقال: من المهر الكبير، والتكاليف الباهظة، والحفلات المتكررة، والهدايا العديدة ... حتى يمل فينهزم، أو يصبر فتستنفد هذه العادات كل ريال كان ادّخره لهذا اليوم الأسود، فيدخل بيت الزوجية مفلساً، فيبدأ الخصام من أول يوم. ومتى دخل الخصام بيتاً خرجت السعادة من ذلك البيت.
ومن الآباء (في البلاد التي خالفت عن أمر الله فترك نساؤها الحجاب) من يدع ابنته تخرج سافرة حاسرة في فتنتها وزينتها يراها كل من يمشي في الطريق، فإن أراد الخاطب أن يراها الرؤية الشرعية التي أمر بها رسول الله عليه الصلاة والسلام أباها عليه ومنعها منه!
ومن ظن أن هذه الرؤية الشرعية عار أو أن فيها عيباً أو عملاً لا يليق فقد قبّح ما استحسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفض ما أمر به وظن أنه أغير منه على الشرف والأخلاق، ومن فعل ذلك فربما خرج من دين الإسلام.
إن ربنا لم يحرّم علينا شيئاً إلا أحلَّ لنا ما يغني عنه ويسد