فالولاية في الزواج كالكابح في السيارة، يمنعها أن تنهار فتصطدم بالجدار.
من هنا؛ مما يصنع بعض الآباء، قلَّ النكاح وكثر السفاح، وكانت الضحية البنت. يجيء الشاب فيغويها، فإذا اشتركا في الإثم ذهب هو خفيفاً نظيفاً وحملت هي وحدها ثمرة الإثم: ثقلاً في بطنها وعاراً على جبينها. يتوب هو فينسى المجتمع حوبته ويقبل توبته، وتتوب هي فلا يقبل لها هذا المجتمع توبة أبداً. ثم إذا أراد هذا الشاب نفسه الزواج أعرض عن تلك الفتاة التي أفسدها هو، مترفعاً عنها، مدّعياً أنه لا يتزوج البنات الفاسدات.
فماذا تصنع الفتاة والزواج ممنوع، والسفاح مباح، والرغبة موجودة، والروادع مفقودة؟
تقولون: أنحن منعنا الزواج؟
نعم؛ أنتم منعتموه! لم تمنعوه بالقول، لكن بالفعل. تبدأ «الرغبة الجنسية» في سن خمس عشرة، وتكون أشد ما تكون في هذه العشر السنين، إلى سن خمس وعشرين. فهل يستطيع الشاب أن يتزوج في هذه السن؟ وكيف، ونظام التعليم يبقيه على مقاعد الدرس إلى ما بعدها؟ وإن هو ذهب للتخصص في أوربا أو أميركا امتدت به الدراسة إلى قريب من سن الثلاثين، فماذا يصنع في هذه السنين؟
وإذا هو فكر في الزواج فمن أين له المال؟ ولا يزال -وهو في سن الرجال- من جملة العيال؟ شاب طويل عريض، يلبس أفخم الثياب ولكنه لا يحصل قرشاً! مع أن ابن عشرين كان قديماً