إن هذا شيء لا يُحتمَل!
إني كلما سمعت العربي يتكلم في هذه الفنادق بغير العربية مجاراة لمن فيها أُحسّ النار في أعصابي من الغضب للعربية. إنهم يأكلون من خبزنا ويترفعون علينا، وإذا دخل الوطني هذه الفنادق بلباسه الشرقي العربي البلدي أروه الازدراء حتى يخجل بلباسه وهو في بلده.
أقول مرة ثانية: إن هذا شيء لا يُحتمَل!
لقد رضينا أن تأخذ هذه الفنادق من أموالنا بلا حق وأغمضنا عيوننا وتركناها تسرقنا، أما أن تأخذ من كرامتنا، وتعدو على لغتنا، وتزدري أزياءنا وعاداتنا، فلا.
وقد يكون في عاداتنا وأزيائنا ما هو غير صالح وما يحتاج إلى تعديل أو تبديل، ولكنّا نريد أن نبدّله أو نعدّله نحن بأنفسنا برأينا ونظرنا، لا أن يعدّله لنا صبيان الفنادق و «كراسين» الأوتيلات.
* * *
وبعد، فإن أمانة القلم في أعناقنا -معشر الكُتّاب- توجب علينا أن نقرع به كل باب إصلاح، وهذا باب ما قرعه بقلمه قبل اليوم أحد من الكتّاب.
* * *