مع الناس (صفحة 145)

تقدم في الفندق الكبير؟ ولماذا يكون ثمنها في السوق قرشاً وهنا خمسة قروش؟ ولماذا يكون ثمن قنينة الكوكا كولا في الفندق بثلاثة أضعاف ثمنها في السوق؟

إذا أنا أخذتها في القهوة وزادوا عليّ الثمن أفهمُ أن الفرق أجرة القعود في القهوة، ولكن لا أفهم لماذا يُزاد عليّ ثمنها وأنا آخذها في مكان دفعت أجرة إقامتي فيه مضاعفة!

وهل يُعقل أن يكون عشاء الواحد بسبعين قرشاً مصرياً، إذا ضُمّ إليها ما يلحقها في العادة من ضميمة الخدمة والنُّحْلان (البقشيش) صار العشاء بجنيه للشخص الواحد، في البلد الذي يبدأ فيه راتب القاضي بخمسة عشر جنيهاً؟!

هذا وما يُقدَّم في هذا العشاء لا يزيد ثمن مثله في السوق على خمسة عشر قرشاً. فماذا أسمي ذلك إذا لم أُسَمِّه سرقة؟

هذا وأنا لم أنزل في «شبرد» ولا في «هلتون» حيث تكلف كل ليلة ثمانية جنيهات، وثمانية جنيهات هو المبلغ الذي يعيش به أكثر من نصف عائلات مصر شهراً كاملاً.

وما طعام الفنادق الكبار؟ أعوذ بالله من هذا الطعام. قد يزعم زاعم أنه طيب أو أنه صحي، ولكنه لا يستطيع أن يقول إنه طعام عربي ولا إنه معدّ للعرب ولا إنه طُبخ على أذواقهم؛ إنما هو ذوق الإنكليز وأسلوبهم فرضوه علينا.

ولقد أكلت في أكبر الفنادق في مصر ولبنان والعراق وباكستان والهند وسيام والملايا وأندونيسيا فلم أجد (كما أني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015