الطلاب والطالبات سرورهم ويعلنوا عاطفتهم". ثم ذهبوا فأعدوا هذه «المناظر» التي كانت يوم العرض كبقعة النجس في ثوب العروس الأبيض!
ألا مَن كان يظن أنّ مثل هذا يكون في دمشق ولا تزلزل الأرض زلزالها؟ من كان يظن أن الآباء ينسون نخوتهم؟ وهؤلاء النفر من رجال التعليم، وهم الأمناء على الطالبات، يضيعون أمانتهم ويحولون الأمر عن وجهته؟ فبعد أن كان للعزة الوطنية وللمجد وللنبل صار للشهوة واللذة والغريزة الجنسية! لقد جعلته هذه المشاهد «مَرقصاً»! كل ذلك تقليداً للأجنبي الذي نحتفل اليوم بجلائه عنا، الأجنبي الذي هُزم في الحرب ووطئته نعال أعدائه، وقد كان له جيش لُجّي يزيد في عَدده عن جيش أعدائه، وقد كان له خط ماجينو، وأمة تعد أربعين مليوناً، ومستعمرات ... فلم يُغنِ عنه جيشه ولا حصونه ولا عدده لمّا أضاع الأخلاق وفرّط بالعفاف.
لا، لا تقولوا: "إنه يوم العيد يجوز فيه ما لا يجوز في غيره"، فإن المرأة التي تسقط يوم العيد كالتي تزلّ يوم المأتم، والناس يزدرون المرأة «الساقطة» من غير أن يسألوا متى كان سقوطها!
ألا مَن كان له قلب فليتفطّر اليوم أسفاً على الحياء.
مَن كانت له عين فلتبكِ اليوم دماً على الأخلاق.
مَن كان له عقل فليفكر بعقله، فما بالفجور يكون عزُّ الوطن وضمان الاستقلال، ولكن بالأخلاق تُحفظ الأمجاد وتسمو الأوطان.