بعد ذلك كله إلى شيء.
قال الآخر: إن الصبر عند الصدمة الأولى، فإذا استطعت أن أضرب ضربة واحدة ضمنت النجاح، وإني سآتيهم عن طريق الوطنية؛ سأقول: إنه يوم عيد الوطن، عيد الجلاء، عيد الرجال والنساء ...
* * *
قال إبراهيم بك:
ثم دخل داخلٌ فتنحيت عن مكاني، فلم أسمع شيئاً بعد ذلك. فلما حضرت العرض، ورأيت الذي كان، عرفت من أين جاء البلاء. على أن هذا الرجل وأشباهه لم يصنعوا ما صنعوا حباً بفرنسا ولا إخلاصاً لها. إن قلوبهم أضيق من أن تتسع لإخلاص حتى ولو لفرنسا ... ولكن حباً بأنفسهم وحرصاً على لذتهم. إنهم يكادون يُجَنّون إذ يجدون سوريا لا تزال نساؤها مستترات متحجبات، ولا يفتؤون يسّاءلون أنْ: كيف السبيل إلى هتك الحجاب؟ لماذا لا تكون كفرنسا حيث لا تُستر عورة ولا يُحجب جمال ولا يُمنع من لذة طالبُها؟ لقد احتجّوا بالصحة وأن الحجاب ضعف ومرض، فكذّبهم كون المتحجبات أصح أجساماً وأقوى وأبعد عن المرض، وأن من السافرات مصابات بالزهري والسيَلان. واحتجوا بالتمدن وأن الحجاب رجعية وتوحش، فلم يصدقهم أحد. فجاؤوا هذه المرة فأخذونا على حين غرة وغفلة، وأفادهم أن كان الناس في الفرحة الكبرى، في عيد الجلاء، فقالوا للناس: "إنه يوم فرح، فلتشارك المدارس فيه الأمة. ليُظهر