قرآنهم، وقد علمتم حينما جربتم أن تأتوا بالظهير البربري مهذّباً ملطفاً لابساً ثوب «قانون الطوائف» ماذا جرى عليكم إذ أبطلتموه بأيديكم ... ولا بالأموال التي تشترون بها ضمائر زعمائهم وقادتهم: لأن من هذه الضمائر ما هو كالوقف (عندهم) لا يُباع ولا يُشرى ولا يوهب ... ولا بإرهاب الزعماء وحبسهم، وهذا هو الرجل الذي ضربه سنة 1936 رجالُكم بعصيّهم صار هو رئيس الجمهورية التي تخرجون منها غداً ...
فقال له «فلان» الفرنسي: ومن أين تأتيهم أنت؟ وهل تقدر على ما عجزت عنه فرنسا؟
قال: نعم؛ ولو كنتم قد سمعتم مني ما عجزتم. إنّي آتيهم من الباب الذي لا يستطيع أن يراه أحد مفتوحاً إلاّ ولجه، إني أحاربهم بغرائزهم فأجعلهم يهدمون بيوتهم بأيديهم، وأثير عليهم نساءهم وأثيرهم على نسائهم، وألقي الضعف والخُلف فيهم، فأفسد عليهم رجولتهم وأخرّب أُسَرَهم، وأجعل رجالهم أخشاباً قد شغلت كل خشبة بهواها ولذتها ... إني آتيهم من باب «الغريزة الجنسية» الذي لم تدخل منه أمة إلاّ دخلت جهنم التي تحرقها، ولا تخرج منها -من بعدُ- أبداً.
قال الفرنسي: أما أدخلناهم نحن من هذا الباب؟ أما قلنا لهم: إن تعريض أجسام الشباب والشابات للهواء والشمس صحة لهم وقوة. فأبوا وقالوا: كلا، إنه تعريص (بالصاد)؟ أما قلنا لهم: إن هذا الحجاب همجية ووحشية، وإن التقدم والمدنية بالسفور؟ أما أنشأنا لذلك جمعيات؟ أما فتحت هذه الجمعيات مدارس؟ أما صنعت هذه المدارس أكثر مما صنعت الفرنسيسكان؟ إننا لم نصل