مع المعلمين (صفحة 88)

26 - تدريب الطلاب على أساليب الكلام وآدابه وطرائقه:

لأن ذلك مما ينمي عقل الطالب، ويزيده رغبة في الكشف عن حقائق الأمور.

كما أن ذلك مما يكسبه الثقة في نفسه، ويورثه الجرأة والشجاعة الأدبية، ويشعره بالسعادة والطمأنينة، والقوة والاعتبار.

وذلك مما يعده للبناء والعطاء، ويؤهله لأن يعيش كريمًا، شجاعًا، صريحًا في طرح آرائه.

أما التقصير في ذلك فيورث آثارًا عكسية، ويجر على الطالب أضرارًا قد تؤثر في مستقبله، ومسيرة حياته؛ فقد يعجز عن الكلام، وقد يصاب ببعض عيوب النطق من فأفأة، وتمتمةٍ وغيرها.

وقد يصاب بمرض، وقد يعاني من مشكلات، فيزداد مرضه، وتتضاعف مشكلاته؛ بسبب عجزه عن الإبانة عما أصابه.

وقد يظلم، أو توجه له تهمة، فيؤخذ بها وهو بريء منها؛ لعجزه عن الدفاع عن نفسه.

وقد تضطره الحال لأن يتحدث أمام زملائه، فيعلوه الخجل، ويرى أن الألفاظ لا تسعفه، فيشعر بالنقص، خصوصًا إذا وجد من يسخر به.

ولهذا كان حريًّا بالمعلمين أن يعنوا بهذا الجانب، ويرعوه حق رعايته، فيحسن بهم إذا خاطبهم الطلاب أن يقبلوا عليهم، وأن يصغوا إلى حديثهم، وأن يجيبوا عن أسئلتهم، وأن ينأوا عن كل ما يشعر باحتقار الطلاب وازدرائهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015