فلا يليق بالمعلم أن يترك الإصغاء لمحدثه -خصوصًا الطالب - سواء بمقاطعته، أو منازعته الحديث، أو بالإشاحة بالوجه عنه، أو إجالة النظر يمنة ويسرة.
كل ذلك مما ينافي أدب المحادثة؛ فينبغي للمعلم أن يتجافى عنه؛ فإن إقباله على محدثه دليل على ارتياحه له، وأنسه بحديثه.
بل إن المتحدث البارع هو المستمع البارع، وبراعة الاستماع تكون بالأذن، وطرف العين، وحضور القلب، وإشراقة الوجه، وبتحريك الرأس ونحو ذلك.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما -: لجليسي عليَّ ثلاث: أن أرميه بطرفي إذا أقبل، وأن أوسع له في المجلس إذا جلس، وأن أصغي إليه إذا تحدث. (?)
ومما ينبغي للمعلم في هذا الصدد أن ينصت للسائل إذا سأل، قال ابن جماعة في أدب المعلم: أن يلازم الإنصاف في بحثه وخطابه، ويسمع السؤال من مُورده على وجهه وإن كان صغيرًا، ولا يترفع عن سماعه فيحرم الفائدة. (?)