فالطلاب ينتابهم الكسل، ويغلب عليهم السآمة والملل؛ فإذا لَطَّف المعلم حرارة الدرس، وكسر حدة الجد بشيء من المزاح -كان ذلك باعثًا على النشاط، مجددًا للهمة.
ولكن يراعي في ذلك ما يلي:
أ - ألا يكون المزاح كثيرًا: لأن كثرة المزاح تسقط الهيبة، وتُخلُّ بالمروءة، وتجرئ الأنذال.
قال ابن جماعة في أدب المعلم: ويتقي المزاح، وكثرةَ الضحك؛ فإنه يقلل الهيبة، ويسقط الحشمة كما قيل: من مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عُرِف به. (?)
وقال أحد الشعراء:
فإياك إياك المزاحَ؛ فإنه ... يُجَرِّي عليك الطفل والدَّنِس النذلا
ويذهب ماء الوجه بعد بهائه ... ويورثه من بعد عزته ذلا
ب - أن يكون المزاح منضبطًا في حدود الأدب واللياقة: فلا يسمح للطلاب أن يَسِفُّوا بالمزاح، أو أن يتجاوزوا حدود الأدب.
لا تَمزَحَنْ وإذا مزحت فلا يكن ... مزحًا تضاف به إلى سوء الأدب
واحذر ممازحةً تعود عداوةً ... إن المزاح على مقدمة الغضب