مع المعلمين (صفحة 167)

لا تذكر بلد غربتك إلا بخير

ز - لا تَذْكُرْ بلد غربتك إلا بخير: فذلك دالٌّ على وفائك، وكرم معدنك، وحسن عشرتك، وإشراقة نفسك؛ لأن من الناس من إذا تغرب أساء إلى نفسه وإلى أهل بلده بقلة نفعه، وبسوء عشرته، وأساء إلى من يتغرب عندهم بذمهم وذكر معايبهم، والتأوه من البقاء بين ظهرانيهم.

وما ذلك المسلك برشيد؛ إذ هو دال على ضيق العطن، وقلة الوفاء، وسوء العشرة.

فاللائق بك -أيها المعلم القدير - أن تذكر من تَغَرَّبْتَ عندهم بخير، وإن كان ثَمَّ داع لذكر شيء من أخطائهم فليكن لأجل الإصلاح والتصحيح، لا لأجل الغمز واللمز والتجريح.

وإنك لتعجب حين تسأل زميلين يُدَرِّسان في بلدٍ ما عن ذلك البلد، فتجد أن أحدهما يمدح والآخر يقدح، مع أن البلد هو هو، وأن الناس هُمُ هُمُ، ولكن اختلفت النظرة؛ لاختلاف الأنفس والطبائع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015