مع المعلمين (صفحة 151)

ومن جميل ما يأخذ به المعلم نفسه خلق العدل مع الطلاب؛ فمن العدل معهم ألا تأخذ فكرة عن طالب ثم تحصره بها، فلا تقبل بعد ذلك منه عدلًا ولا صرفًا.

ومن العدل معهم ألا تسمع كلامًا عن طالب ثم تأخذه بالقبول دونما تمحيص.

ومن العدل بينهم العدل في الدرجات، وفي إعطاء الفرصة للإجابة، وفي توزيع النظر بينهم وما إلى ذلك مع مراعاة الفروق الفردية.

قال ابن جماعة: أن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة، أو اعتناء مع تساويهم في الصفات من سن أو فضيلة، أو تحصيل، أو ديانة؛ فإن ذلك ربما يوحش منه الصدر، وينفر منه القلب.

فإن كان بعضهم أكثر تحصيلًا، أو أشد اجتهادًا، أو أبلغ اجتهادًا، أو أحسن أدبًا، فأظهر إكرامه وتفضيله، وبيَّن أن زيادة إكرامه لتلك الأسباب -فلا بأس بذلك؛ لأنه ينشط ويبعث على الاتصاف بتلك الصفات. (?)

قال شوقي:

وإذا المعلم لم يكن عدلًا مشى ... روحُ العدالة في الشباب ضئيلا

(?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015