الْفِتْنَة عِنْد اتقادها فأبرمت عراها وارتبطت أولاها وأخراها فظهرت الْبيعَة واتضحت وأعلنت الطَّاعَة وأفصحت وصاروا تَاج مفرقها ومنهاج طرقها وَأَبُو عَبدة هَذَا مِمَّن بلغ الوزارة وأدركها وَحل مطْلعهَا وفلكها مَعَ اشتهار فِي اللُّغَة والأداب وانخراط فِي سلك الشُّعَرَاء وَالْكتاب وابداع لما ألف وانتهاض بِمَا تكلّف وَدخل على الْمَنْصُور وَبَين يَدَيْهِ كتاب ابْن السّري وَهُوَ بِهِ كلف وَعَلِيهِ معتكف فَخرج من عِنْده وَعمل على مِثَاله كتابا سَمَّاهُ بِكِتَاب ربيعَة وَعقيل جرد لَهُ من ذهنه أَي سيف صقيل وأتى بِهِ منتسخا مصورا فِي ذَلِك الْيَوْم من الْجُمُعَة الْأُخْرَى وأبرزه وَالْحسن يتبسم عَنهُ ويتعرى فسر بِهِ الْمَنْصُور وأعجب وَلم يغب عَن بَصَره سَاعَة وَلم يحتجب وَكَانَ لأبي عَبدة بعد هَذِه الْمدَّة حِين أدجت الْفِتْنَة لَيْلهَا وأزجت أبلها وخيلها اغتراب كاغتراب الْحَارِث بن مضاض واضطراب بَين القوافي والمواضي كالحية النضناض ثمَّ اشْتهر بعد وافتر لَهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015