ثمَّ آثر صفحة وأخمد ذَلِك الحنق ولفحه وَأقَام أَيَّامًا ينْتَظر ريحًا علها تزجيه ويستهديها لتخلصه وتنجيه وَفِي أثْنَاء بلوته لم يتجاسر على اتيانه أحد من أخوته فَقَالَ يخاطبهم
(أحبتنا الألى عتبوا علينا ... فأقصرنا وَقد أزف الْوَدَاع)
(لقد كُنْتُم لنا جذلاوأنسا ... فَهَل فِي الْعَيْش بعدكم انْتِفَاع)
(أَقُول وَقد صدرنا بعد يَوْم ... أشوق بالسفينه أم نزاع)
(إِذا طارت بِنَا حامت عَلَيْكُم ... كَأَن قُلُوبنَا فِيهَا شراع)
وَله يتغزل
(بني الْعَرَب الصميم إِلَّا رعيتم ... مآثركم بآثار السماح)
(رفعتم نَاركُمْ فعشا إِلَيْهَا ... بوهن فَارس الْحَيّ الوقاح)