لمن دعاه لينادي أهل الوضوء، أي: هلم وأقبل على أهل الوضوء فادعهم، كما قال في الحديث الآخر لجابر: "نَادِ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِمَاءٍ" (?) وقد يكون له أيضًا وجه آخر، وهو أن يكون: " أَهْلَ الوُضُوءِ" منصوباً بالنداء، كأنه قال: حي على الوضوء يا أهل الوضوء. قال السُّلمي: حي: اعجل، هلا: صِلة.
وقال أبو عبيد: معنى قوله: "فَحَيَّ هَلًا بِعُمَرَ" (?) عليك بعمر، ادع عمر.
وقيل: معنى حَيَّ: هلم، وهلا: حثيثًا، وقيل: هلا: أسرع، جُعِلا كلمة واحدة. وقيل: هلا: اسكن، وحي: أسرع، أي: أسرع عند ذكره، واسكن حتى ينقضي.
قوله: "سَيِّدَ الحَيِّ" (?) و"سَمِعْتُ الحَيَّ يَتَحَدَّثُونَ" (?) الحي: اسم لمنزل (?) القبيلة ثم سميت القبيلة به؛ لأن بعضهم يحيا ببعض.
وقوله: "فَاسْتَحْيَا اللهُ مِنْهُ" (?) أي: أثابه عليه، فسمى جزاءه على الاستحياء استحياءً، وهو من باب المقابلة والموازنة.