قال الأصمعي: هو الذهاب بالشيء والمجيء به، وأصله التردد، ومنه تجلجل في كلامه وتلجلج إذا تردد، وأما "يَتَخَلْخَلُ" فبعيد ها هنا إلاَّ أن يكون من قولهم: خلخلت العظم إذا أخذت ما عليه من لحم، أو من التخلل والتداخل خلال الأرض (وأظهر التضعيف) (?).

قال القاضي: وقد رويناه في غير هذين الكتابين: "يَتَحَلْحَلُ" بحاءين مهملتين (?).

وقوله: "أَنَّمَا عَلَى ابني جَلْدُ مِائَةٍ" (?) كذا للكافة، وجاء عند الأصيلي: "جَلْدُهُ مِائَةً" بالإضافة مع إثبات الهاء، وهو بعيد إلاَّ أن تنصب: "مِائَةً" على التفسير، أو يكون: "جَلْدَهُ مِائَةٍ"، أو يضمر المضاف، أي: عدد مائة، أو تمام مائة، أو يكون جلده جلد مائة.

وفي غزوة الفتح: "ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَةٌ هيَ أَقَلُّ الكَتَائِبِ فِيْهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" (?) كذا لجميعهم، ورواه الحميدي في "اختصاره": "هْيَ أَجَلُّ الكَتَائِبِ" (?) وهو أظهر، وقد يتجه لـ"أَقَلُّ" وجه: وهو أنها كانت كتيبة المهاجرين، وهم كانوا أقل عددًا من الأنصار، وقد ذكر أن الكتائب تقدمت كتيبة كتيبة، وذكر تقدم كتيبة الأنصار، فلم يبق إلاَّ كتيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خاصة المهاجرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015