" فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (?) أي: ينزل منزله منها ويتخذه، قيل: هذا على طريق الدعاء عليه، أي: بوَّأه الله ذلك، وخرج مخرج الأمر، وقيل: بل هو على الخبر وأنه استحق ذلك واستوجبه.
وقوله: "فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا" (?)، و {تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [المائدة: 29] قيل: ترجع به لازمًا لك، وقيل: تحمله كرهًا وتلزمه، وأصله من الرجوع به، ومنه: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة: 90].
قوله: "فَبَاءَتْ عَلَى نَفْسِهَا" (?)، و"إِلَيْكَ أَبُوءُ بِذَنْبِي" (?) معنى ذلك كله: أعترف طوعًا، وكأنه من الأصل المقدم في الرجوع، أي: رجعت إلى الإقرار بعد الإنكار أو السكوت، أو يكون من اللزوم، أي: ألزم، وألزمتْ ذلك أنفسها وتحملاه (?). قال الخطابي: باء فلانٌ بذنبه إذا احتمله كرهًا ولم يستطع دفعه.
قوله في المواعدة في العدة: "يُعَرِّضُ وَلَا يَبُوحُ" (?) أي: لا يصرح ويظهر غرضه، وعن الجُرْجَانِي: "وَلَا يَتَزَوَّجُ" وهو تصحيف من: "يَبُوحُ".