الشهداء (?)، فيكون بمعنى شاهد. وقيل: سمي بذلك؛ لأنه شهد له (?) بالإيمان وحسن الخاتمة بظاهر حاله فيكون بمعنى مشهود له.
وقيل: لأن الملائكة شهدته. وقيل: لأنه شهد له بوجوب الجنة. وقيل: من أجل شاهده على قتله، وهو دمه؛ لأنه يجيء وجرحه يثعب دمًا (?).
وقول أبي هريرة: "ثَلَاثًا أَشْهَدُ باللهِ" (?) أي: أشهد بالله ثلاثًا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالها ثلاثًا، أي: أحلف، والشهيد من أسمائه سبحانه؛ لأن العباد يشهدونه، أي: يعرفونه فهو بمعنى مشهود. وقيل: هو بمعنى المبيِّن للدلائل والحجج، ومثله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [آل عمران: 18] أي: بيَّن، قاله ثعلب (?)، ومنه سمي الشاهد؛ لأنه يبيِّن الحكم، ومثله: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا} [الأحزاب: 45] قيل: مبينًا. وقيل: شاهدًا على أمتك بالتبليغ إليهم. وقيل: الشهيد في وصفه هو الذي لا يغيب عنه شيء. وقيل: شاهد (?) للمظلوم الذي لا شاهد له، والناصر لمن لا ناصر له.
قوله: "يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا" (?) أي: يحضر.