بها، يقال: قرَّ الخبر في أذنه يقرُّه قرًّا إذا أودعه إياه سرًّا، و"الدَّجَاجَةِ" و"الزُّجَاجَةِ" روايتان، وكذلك: "يَقُرُّهَا" و" يُقِرُّهَا" و"يَقُرُّهَا" (?) و"يُقَرْقِرُهَا" (?) كلها روايات في الصحيحين، و"الْقَارُورَةُ" (?) هنا: الزجاجة، كما جاء (?) في الحديث الآخر: "رِفْقًا بِالْقَوَارِيرِ" (?)، "لَا يَكْسِرِ القَوَارِيرَ" (?) يعني: النساء، شبههن لضعف قلوبهن بقوارير الزجاج. قيل: خشي عليهن الفتنة عند سماع صوت الحادي. وقيل: بل أراد الرفق في السير؛ لئلا تسرع الإبل بنشاطها عند سماعها (?) الحداء، فيَسقُطن عنها، ويدل عليه قوله: "لَا تَكْسِرِ القَوَارِيرَ" وهذا اللفظ معرض للتأويل الأول مستعار له.
قوله في حديث الإفك: "كَانَ يُتَحَدَّثُ بِهْ، فَيُقِرُّهُ وَلَا يُنْكِرُهُ" (?) أي: يسكت عليه (?)، ويترك الحديث به، فإذا لم ينكره فكأنه أثبته، وأقره من القرار والثبات، ومنه الإقرار بالشيء وهو الإثبات له والاعتراف به، وفي رواية: "فَيَقرُهُ" بفتح الياء وتخفيف الراء، كأنه بمعنى: يصححه ويمكنه، وفي الحديث نفسه: "وَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ" (?) أي: تمكن وصح وثبت،