قوله: "فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ" (?) أي: أقبل بهما من مقدم رأسه، وهو قبل الرأس. وقيل: الواو لا توجب الترتيب، أي: أدبر بهما وأقبل، أي: مضى بهما من قبل رأسه، أي: دبر رأسه، وقد جاء كذلك في بعض أحاديث البخاري: "فَأَدْبَرَ بِهِمَا وَأَقْبَلَ" (?)، وكيفما كان فقوله: "بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ" (?) يفسر ذلك ويبينه.

قولها: "فَلَا أُقَبَّحُ" (?) أي: لا يرد قولي عليَّ؛ تريد لعزتها عنده، يقال: قبَّحت فلانًا بشد الباء إذا قلت له: قَبَحَكَ الله، بتخفيف الباء، ومعناه: أبعدك الله، والقبح: الإبعاد، ويقال: قبَّحك الله بشد الباء أيضًا، حكاه ابن دريد تقبيحًا (?)، وقبحه الله بالتخفيف قبحًا، والقبح الاسم.

قوله: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ" (?) تأوله البخاري: لا تجعلوها كالمقابر التي لا تجوز الصلاة فيها، وكذلك ترجم عليه باب كراهية الصلاة في المقابر (?). وقال غيره: بل معناه: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها (?) قبورًا؛ (لأن العبد إذا مات وصار في قبره لم يصلِّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015