وحكى الفراء: فَدى لك (?) مقصور وممدود ومفتوح، وفَدَاكَ أبي وأمي فعل ماض مفتوح الأول (?) ويكون اسمًا على ما حكاه الفراء.

قوله: "فَادَيْتُ نَفْسِي وَعَقِيلًا" (?) أي: أعطيت فداءهما.

الاختلاف

قوله: "فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقْتَفَيْنَا" (?) كذا ذكره مسلم في (?) رواية جميع شيوخنا، وكذا ذكره البخاري في غزوة خيبر، وفيه إشكال؛ إذ لا يصح إطلاق هذا اللفظ على ظاهره في حق الله تعالى، وإنما يفدى مِن المكاره مَنْ تلحقه، وفيه تأويلات: أحدها: أن يراد به إدغام الكلام، ووصل الخطاب، وتأكيد المقصد (?) دون الالتفات إلى معانيها، كقولهم: ويل أمه، وتربت يمينك.

والثاني: أن يكون على القطع، ومداخلة للكلام، وأنه التفت بقوله: "فِدَاءً لَكَ" إلى بعض من يخاطبه، ثم رجع إلى تمام دعائه، وفي هذا بعد وتعسف كثير في المعنى. والثالث: أن يكون على معنى الاستعارة، ويكون المراد بالتفدية: التعظيم والإكبار؛ لأن الإنسان لا يفدي إلاَّ من يعظمه، وكأن مراده في هذا: بذل نفسي ومن يعز علي في رضاك وطاعتك، وقد ذكر المازري أن بعضهم رواه: "فَاغْفِرْ لَنَا بِذَلِكَ مَا ابْتَغَيْنَا" وليس هذا اللفظ مما وقع عند أحدٍ من شيوخنا في الصحيحين، وقد تقدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015