قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ العَازِبَ" أي: البعيد، كذا للأصيلي، ومنه: "رَجَلٌ عَزَبٌ" (?) لبعده عن النساء، و"اشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ" (?)، وفي رواية أخرى: "الْكَوْكَبَ الغَارِبَ" (?) وهو الذي يبعد (?) للغروب، وقد قال قوم: معنى العازب: الغائب، ولا يحسن في هذا الحديث؛ وإنما المراد: بُعدُ ما بين المنازل في الارتفاع، شُبِّه ببعد الكوكب من الأرض، (وعند أبي الهيثم: "الْغَابِرَ" (?) ولابن الحذاء: "الْغَائِرَ") (?).
وقوله: "أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلَامِ" (?) أي: توقفني عليه (?). قال الهروي: التعزير في كلام العرب: التوقيف على الفرائض والأحكام (?)، وتعزير النبي - صلى الله عليه وسلم -: نصره ورد أعدائه عنه. وقال الطَّبَرِي: معنى: "تُعَزِّرُني" تقومني وتعلمني، من تعزير السلطان، وهو تأديبه وتقويمه. وقال الحربي: العزر: اللوم. وقال أبو بكر: العزر: المنع،