ووعاه (?) حفظي، وانتهى إليه قسمي من هذا العلم وحظي، بعد أن استخرت الله تعالى فيما نويته من ذلك، وسألته التوفيق والإرشاد إلى طريق السداد، واقتصرت على هذِه المصنفات المذكورات؛ إذ هي الأصول المشهورات المتداولات بالرواية، المتعقبات بالتفقه فيها والدراية، فهي أصول كل أصل، ومنتهى كل غاية في هذا الباب وفضل، عليها مدار أندية السماع وبها عمارتها، وهي مبادئ علوم الآثار وغايتها، ومصاحف السنن ومذاكرتها (?)، وأحق ما صرفت إليه العناية وشغلت به الهمة، ولا أعلم أن أحدًا قبلي ألَّف على مجموع هذِه المصنفات كتابًا مفردًا تقلد عهدة ما تقلدته من: بيان مشكلها، وتقييد مهملها، ووسم (?) مغفلها (?) وشرح ألفاظ غريبها، وضبط أسماء رجالها، وإزاحة إشكالها، إلى ما بينت فيه من اختلاف نقلها (?) في ألفاظ متونها، وأسماء رواتها.
ثم لما أجمع عزمي على النظر في ذلك والتفرغ له وقتًا من نهاري وليلي، قسمت له حظًّا من تكاليفي وشغلي بالجلوس للعامة للتذكير والتعليم، ثم للخاصة للرواية والتسميع، رأيت ترتيب هذا الغريب على حروف المعجم أقرب وأفهم، وأخلص من التكرار للألفاظ بحسب تكررها في هذِه الأمهات وأسلم؛ تيسيرًا على الطالب، ومعونة للمجتهد الراغب، فإذا