وقف قارئ مصنف (?) من هذِه المصنفات على لفظ غريب، أو كلمة مشكلة، أو إسمية مهملة؛ فزع إلى الحرف الذي في أولها: إن كان صحيحًا طلبه في الصحيح، وإن كان مضاعفًا أو معتلًّا أو مهموزًا طلب كلًّا في بابه، ونسقت أبوابه على نسق حروف المعجم عندنا بالمغرب، وبدأت في أول كل حرفي منه بالألفاظ الواقعة في متون الأحاديث دون أسماء الرجال والبقاع، ثم إذا فرغت من جميع الحرف عطفت عليه بأسماء الرواة والبقاع، هكذا حرفًا بعد حرفٍ إلى آخر الحروف، مقيدًا كله بما يعصمه - إن شاء الله - من التغيير والتصحيف والتبديل والتحريف؛ ليكون عصمة لمن اعتصم به، وعياذًا (?) لمن لجأ إليه من أصحابي الآخذين عني، فمن فاته شيء من التقييد عني بغفلةٍ أو نسيان أو تضييع وإهمال، استدركه من (?) هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

ثم ليعلم قارئ هذا الكتاب أني لم أضعه لشرح اللغات وتفسير المعاني وتبيين وجوه (?) الإعراب؛ بل لحفظ الرواية، وتقييد السماع، وتمييز المشكل، وتقييد المهمل، وفتح ما استغلق من تلك اللغات، وتوجيه ما اختلفت فيه الروايات، وجذب (?) منادِّها إلى جهة الصواب، على قدر ما فتح لي من مبهم هذِه الأبواب؛ فإن أمضى الله (?) على ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015