قوله: "مَا خَلأَتْ" (?) لَمَّا توقفت عن المشي وقهقرت ظنوا أن ذلك خلاء في خلقها، وهو كالحِرَان للفرس وغيره، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بِهَا خَلأٌ، وإنما حبسها الله سبحانه كما حبس الفيل عن مكة إبقاءً على أهلها" (?)، ويقال: خلأت الناقة، وألح الجمل.
قوله: "إِنْ كَانَ خَلَبَهَا" (?) أي: خدعها، ومنه: "لَا خِلَابَةَ" (?)، والخُلْبَةُ بضم الخاء وسكون اللام: ليف النخل، وقد يسمى الحبل نفسه: خلبة، وكأن الخُلْبة قطعة من الخلب.
قوله: "بِلِيفِ خُلْبَةٍ" (?) على الإضافة، أراد بخلبة ليف، (أي: بحبل ليف) (?) ثم قلب، ومن نونه فهو بدل من الليف، ومعناه: حبل ضُفِر من الخلبة.
و"خَالَجَنِيهَا" (?) يعني: السورة، أي: نازعني قراءتها فقرأها معي، يدل عليه: "مَا لِي أُنَازَعُ القُرْآن" (?) والمنازعة: المجاذبة للشيء لكي ينتزعه كل واحد منهما عن صاحبه، والخلج: الجذب، فكأنه (جاذبه قراءتها) (?).