السُّلْطَان ذَلِك أَمر النَّاس بالرحيل خوفًا من قلَّة أَزْوَادهم وَسَار من يَوْمه فَبَيْنَمَا نَحن سائرون إِذْ أَتَاهُ نجابون يُبَشِّرُونَهُ بنصرة عمي عز الدّين فرخشاه فِي غَزْوَة دبورية
لما تحقق الفرنج رحيلنا من مصر بالعساكر وَمَا أنضاف إِلَيْهَا من النَّاس والتجار اجْتَمعُوا على الكرك كَمَا ذكرنَا لقربهم من الطَّرِيق وَكَانَ غرضهم فِي ذَلِك انتهاز فرْصَة يجدونها فَلَمَّا أذلّهم الله تَعَالَى ببأسنا وَطَالَ مقامنا عَلَيْهِم تِلْكَ الْأَيَّام المعدودة وَوصل عمي فرخشاه خبرنَا نفر بِمن مَعَه من الفرسان وَتَبعهُ جمَاعَة كَبِيرَة من النَّاس واغتنم خلوهم من بِلَادهمْ فَسَار إِلَى دبورية وَأَهْلهَا غَارونَ فَأَغَارَ على ربضها فَقتل مِنْهُم خلقا كثيرا وَأسر نَحوا من ألف نفر بَين كَبِير وصغير وسَاق أغنامهم وأبقارهم وأحرق وَخرب وَنزل على حبيس جِلْدك ففتحه وَهُوَ حصن من أَعمال طبرية وَكَانَ اجْتِمَاع عمي فرخشاه مَعَ السُّلْطَان دون بصرى ثمَّ نزلنَا بهَا وسرنا مِنْهَا متوجهين