ركابية الْخَلِيفَة فَقبض عَلَيْهَا وَأخذت فِي سفينة إِلَى الْبَصْرَة وَتقدم الْخَلِيفَة بغلق بَاب الْأَمِير حسام الدّين غرغلي وضربوا فِيهَا مسامير بِحَيْثُ لَا تفتح وَكَذَلِكَ فعلوا بالمحارق من أَعلَى الدَّار وضربوا فِيهَا مسامير بِحَيْثُ لَا يصعد أحد إِلَى سطح الدَّار ووكل أَيْضا بِالدَّار جمَاعَة من الفراشين
وَدخلت هَذِه السّنة وَالسُّلْطَان مخيم على الْبركَة من أَرض مصر بِجَمِيعِ عساكره شَدِيد الْعَزْم على قصد الشَّام فَكَانَ رحيله من الْبركَة يَوْم الأثنين خَامِس محرم فَسَار على طَرِيق صدر وَكَانَ نُزُوله على أَيْلَة بعد خمس لَيَال فَبَلغهُ حِينَئِذٍ نزُول الفرنج على الكرك بِجمع كَبِير فحين تحقق ذَلِك قَالَ لِأَخِيهِ تَاج الْمُلُوك بوري خُذ النَّاس مَعَك وسر بهم وَمَا مَعَهم من الأثقال وَالتِّجَارَة على طَرِيق يمينة منا فامتثل أمره وَسَار بهم
وَأما السُّلْطَان فَإِنَّهُ سَار بِمن انتخب من عساكره وَتوجه بهم إِلَى الكرك وَوصل إِلَيْهَا بعد أَيَّام فَوجدَ بهَا جمعا عَظِيما من الفرنج فنزلنا قَرِيبا مِنْهُم فأذللناهم وضايقناهم حَتَّى لاذوا بالجدار فاستولينا عَلَيْهِم فقطعنا أَشْجَارهم ورعينا زُرُوعهمْ وَجَعَلنَا نشن الغارات عَلَيْهِم مُدَّة عشرَة أَيَّام فَلَمَّا رأى