إِلَى دمشق فَكَانَ دخولنا إِلَيْهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر صفر فَلم يزل السُّلْطَان بهَا تَمام الشَّهْر الْمَذْكُور وأياما قَلَائِل من شهر ربيع الأول ثمَّ توجه إِلَى غَزْوَة طبرية وبيسان
وَلما وصل السُّلْطَان إِلَى دمشق اجْتمعت إِلَيْهِ عَسَاكِر الْإِسْلَام فَسَار بهم إِلَى طبرية وبيسان وَذَلِكَ يَوْم الْأَحَد سَابِع شهر ربيع الأول فَصبح الفرنج يَوْم الثُّلَاثَاء بطبرية فَوَجَدَهُمْ قد وصلوا إِلَيْهَا ونزلوا فِيهَا بجموعهم فسيرنا جمَاعَة يتطلعون عَلَيْهِم فَلم يَجدوا أحدا مِنْهُم رَاكِبًا وَلَا خَارِجا وَكُنَّا نازلين من الأقحوانة من الْأُرْدُن على أحد ثغورهم فَلَمَّا رأيناهم قد أحجموا عَن لقائنا واقاموا فِي موضعهم اتفقنا على الْمسير إِلَى بيسان لاستجرارهم فَسبق عمي عز الدّين فَملك ربضها وَكَانَت الْعَرَب وَمن خف مَعهَا قد انْحَازَتْ نَحْوهَا فأوسعوا أَهلهَا قتلا وَوصل الْخَبَر من اليزك أَن الفرنج قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم فاشتغل السُّلْطَان بترتيب الأطلاب وتحريض النَّاس على الْجِهَاد فَجعل وَالِدي الْملك المظفر فِي الميمنة وَعمي عز الدّين فرخشاه فِي الميسرة وَقرب الفرنج منا فَرَأَوْا من الْعدة وَالنَّاس مَا هالهم فلجأوا إِلَى حصن كَوْكَب فسبقت أطلاب الميسرة