لَا يرتبه خَليفَة وَأَرَادَ أَن يرتب أَخَاهُ الْأَمِير أَبَا مَنْصُور عوضه فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ حمله إِلَى التَّاج الْعَتِيق وَجعله فِي دَار الحشاشيف وَكَذَلِكَ فعل بحسام الدّين غرغلي وَأخذ جَمِيع مَا كَانَ لَهما من خيل وبرك وَذهب وآلات حروب وَعدد حَتَّى نقل من دَار سنقر الصَّغِير أَمْوَالًا كَثِيرَة من آلَات وَثيَاب وَذهب وَفِضة وَغير ذَلِك من يَوْم الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة مَا لَا يحد لَهُ حصر وَقيل للخليفة أيده الله تَعَالَى أَن لسنقر الصَّغِير أَمْوَالًا مدفونة فِي دَاره فَأمر بِنَقْض الدَّار فنقضت وَأخذ جَمِيع مَا كَانَ فِيهَا من الْأَمْوَال وَأخذ من جَارِيَته أم أَوْلَاده ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَنقل أَوْلَاد سنقر الصَّغِير إِلَى دَار فِي قصر الْخلَافَة فتركوا بهَا ووكل بهم جمَاعَة من الفراشين وَطلبت أم الْخَلِيفَة أجلهَا الله تَعَالَى مِنْهُ مَوضِع دَار سنقر الصَّغِير لتعملها رِبَاطًا للصوفية فَأذن لَهَا فِي ذَلِك وَسَأَلته عمَارَة الْموضع فَتقدم إِلَى أستاذ الدَّار بعمارة الْموضع فشرع فِي عِمَارَته من ديوَان الْأَبْنِيَة وَجمع لَهُ من الصناع والبنائين والنجارين وَسَائِر أَصْحَاب الصنايع جمَاعَة كَبِيرَة فَبنى الْموضع أحسن بِنَاء يكون وَهُوَ فِي الْمحلة الْمَعْرُوفَة بالمأمونية أحسن مَوضِع من بَغْدَاد فِي وسط السُّوق
وفيهَا نفيت امْرَأَة كَانَت تعرف بالخليعة وَكَانَت فِيمَن يدْخل إِلَى دَار حسام الدّين غرغلي وَأمر بنفيها إِلَى الْبَصْرَة وَسبب ذَلِك أَنه نقل عَنْهَا أَنَّهَا قد أحضرت عِنْدهَا جمَاعَة من الإسماعيلية من حلب حَتَّى يتَعَرَّضُوا لقتل الْخَلِيفَة وَقتل أستاذ الدَّار أَمِين الصاحب وَكَانَ زَوجهَا ركابيا من