وَفِي هَذِه السّنة اجْتمع هَؤُلَاءِ الْقَوْم المذكورون عِنْد الْخَلِيفَة وحسنوا لَهُ أَن يكون فَتى وَقَالُوا لَهُ إِن هَا هُنَا رجلا حسنا يُقَال لَهُ عبد الْجَبَّار خَلفه خلق كثير وَهَؤُلَاء يحْتَاج إِلَيْهِم فِي وَقت وَكَانَ عبد الْجَبَّار هَذَا مشاهرا فِي بُسْتَان يعرف بالبصرية وَهِي ملك لِابْنِهِ جهير فَأمر بإحضاره فَحَضَرَ وَمَعَهُ وَلَده على الملقب بشمس الدّين فَلَمَّا أحضر الْمَذْكُور شَاهده وَقرر مَعَه ذَلِك ثمَّ اتّفق الْحَال أَن يكون الِاجْتِمَاع فِي بُسْتَان يعرف بالرقة وَهِي فِي مُقَابلَة التَّاج الشريف وَكَانَ مشاهر هَذَا الْبُسْتَان الْمَذْكُور رجلا يعرف بالعقاب يُوسُف نسيبا للشَّيْخ عبد الْجَبَّار فَحَضَرَ مَعَ الْجَمَاعَة عِنْدَمَا لبس الْخَلِيفَة سَرَاوِيل الفتوة فَعرفهُ من هُنَاكَ وأنعم على الشَّيْخ عبد الْجَبَّار بِخمْس مائَة دِينَار وخلع عَلَيْهِ وعَلى وَلَده عَليّ

ثمَّ إِن الْخَلِيفَة ثَبت الله دَعوته كثر حَدِيثه فِي هَذَا وَحسن الْأَمر عِنْده وَلم يبْق أحد مِمَّن كَانَ قَرِيبا مِنْهُ إِلَّا وَلَيْسَ مِنْهُ سراويلا وَتقدم إِلَى أبي عَليّ بن الدوامي أَن يكون نقيب الْجَمَاعَة وَأَن يخْطب وَيذكر شُرُوط الفتوة وَأَحْوَالهَا المرضية لِأَنَّهَا من الْخِصَال المحمودة الشَّرِيفَة والضرائب الْمَشْهُورَة العفيفة وَكَانَ ابْن الدوامي فَاضلا حسن الصَّوْت مليح الْإِيرَاد وَكَانَ يذكر من الْمعَانِي المستحسنة الَّتِي تدل على مَكَارِم الْأَخْلَاق وَطيب الأعراق أَشْيَاء كَثِيرَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015