وَكثر أَيْضا أَبُو الْعِزّ فِي الدولة وَصَارَ بِمَنْزِلَة الشرابي وانعم الْخَلِيفَة أَيْضا عَلَيْهِ فَكَانَ ملازما للْخدمَة الشَّرِيفَة وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن يحيى الْفراش وَكَانَ هَارِبا فِي أَيَّام المسترضى بِأَمْر الله رضوَان الله عَلَيْهِ فقربه النَّاصِر لدين الله صلوَات الله عَلَيْهِ وأنعم عَلَيْهِ

ثمَّ برز الْأَمر الشريف إِلَى المخزن أَن يفْرض لأبي الْعِزّ فِي كل شهر ثَلَاثُونَ دِينَارا وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من خبز وَلحم وحوائج وَكَذَلِكَ فرض لِابْنِ الداية وَأعْطى دَارا حَسَنَة بالريحانيين وَذَلِكَ أَنه كَانَ يخْدم الْخَلِيفَة لما كَانَ صَغِيرا فِي الْكتاب وَأمر لَهُ بتشريف جميل وَكَانَ هَذَا الْمَذْكُور يعرف بِابْن العوادة

وفيهَا أَمر الْخَلِيفَة ثَبت الله دَعوته بإحضار الربيب ابْن رزين رضيعه فشرفه تَشْرِيفًا جميلا وَأَعْطَاهُ دَارا جميلَة فِي درب الصاغة وَتقدم إِلَيْهِ بِأَن يدْخل الدَّار العزيزة من غير إِذن

وفيهَا أَيْضا برز الْأَمر أَن ينعم على مُحَمَّد بن يحيى الْفراش من المخزن الْمَعْمُور فِي كل شهر بِثَلَاثِينَ دِينَارا وَجَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأَن يُعْطي الدَّار الَّتِي عِنْد عقد الْجَدِيد الْمُجَاورَة لحمام الوراقين وَكَانَ مُحَمَّد بن يحيى الْفراش حسن الْخلقَة محبوبا إِلَى النَّاس فَكَانَ إِذا ركب يتفرج النَّاس على حسنه وخلقته وَكَانَ الْخَلِيفَة لَا يصبر عَنهُ سَاعَة وَاحِدَة وَكَانَ من أخص النَّاس عِنْده وأحظاهم منزلَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015