يحاصرونها وَقد كَانُوا نزلُوا على توزر فَمَا قدرُوا عَلَيْهَا وَلَا على نفطة وكدكين فَلَمَّا وصلت الأتراك إِلَيْهِم رجعُوا إِلَى الحامة الْمَذْكُورَة فَأَخَذُوهَا عنْوَة وَقتلُوا فِيهَا ألفا وَسَبْعمائة رجل ونهبوها وَكَانَت من الْبِلَاد الْحَسَنَة الطّيبَة الْكَثِيرَة الْبَسَاتِين والفواكه وانعقد الصُّلْح فتقررت الْقَاعِدَة على أَن تكون الْبِلَاد بَينهمَا نِصْفَيْنِ يكون لشرف الدّين من الْبِلَاد نوبَة وَمن نوبَة إِلَى الغرب للما يرقى وَمهما فتحوه كَانَ قسْمَة بَينهمَا وَاتَّفَقُوا على ذَلِك وتحالفوا وتجمعوا وَلم يزَالُوا بَقِيَّة سنتهمْ يرحلون وينزلون من مَوضِع إِلَى مَوضِع ويتمادون وَأَصْحَاب المايرقي يقلون وَأَصْحَاب شرف الدّين يكثرون لِأَن الميارقة مَا كَانَ لَهُم مدد من خليفهم وَأَصْحَاب شرف الدّين لَهُم الإقطاعات تصل إِلَيْهِم من جبل نفوسة ومطماطة وبلاد نفزاوة وَغَيرهَا
وَدخلت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وسأذكر واقعته فِيهَا فِيمَا بعد إِن شَاءَ الله تَعَالَى
سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
فِيهَا نقل إِلَى الْخَلِيفَة أَن حَاجِب الْبَاب يعشق امْرَأَة مغنية يُقَال لَهَا خطليشة الظفرية وَكَانَت مستحسنة وَأَنه يمْضِي إِلَيْهَا إِلَى الْجَانِب الغربي من بَغْدَاد فَلم يصدق ذَلِك
وَكَانَ أستاذ الدَّار ابْن الصاحب يثنى على الْمَذْكُور والخليفة يتَمَنَّى لَهُ