كَثِيرَة لقصد عَليّ بن اسحق وَرجع مكسورا
وَفِي هَذِه السّنة وصل إِلَى نواحي قشطيلة أَبُو الْحسن على صَاحب مايرقه لِأَنَّهُ كَانَ خرج إِلَى بجاية وملكها وَكسر السَّيِّد أَبَا عَليّ بن عبد الْمُؤمن وَأخذ مِنْهُ أَمْوَالًا عَظِيمَة وَسَار إِلَى مرعية فملكها وَعَاد من فوره رَاجعا إِلَى نَاحيَة الْمشرق وَجعل بجاية وَرَاء ظَهره وَترك بهَا أَخَاهُ أَبَا زكري وَنزل هُوَ على قسطنطينة الْهَوَاء محاصرا لَهَا فَأَقَامَ عَلَيْهَا أَرْبَعَة أشهر فوصل إِلَى بجاية عَسْكَر الْمُوَحِّدين تقدمهم السَّيِّد أَبُو زيد عمر بن عبد الْمُؤمن فَلم يقدر أَبُو زكري على الْإِقَامَة ببجاية فلحق أَخَاهُ إِلَى قسطنطينة وَسَار إِلَيْهِمَا أَبُو زيد فحبسه فَانْهَزَمُوا بَين يَدَيْهِ إِلَى قلعة ابْن حَمَّاد فَأَخَذُوهَا ونهبوها فلحقهم فَانْهَزَمُوا إِلَى بلره أخذوها أَيْضا ونهبوها فسارع إِلَيْهِم أَبُو زيد فَدَخَلُوا نفطة وكدكين من عمل قشطيلة وسمعوا بشرف الدّين أَنه على الحامة فنفذوا إِلَيْهَا رَسُولا وَقَالُوا إننا قوم من بني الْعَبَّاس ونريد دولتهم وَنحن نُرِيد أَن نَكُون وَإِيَّاك مُجْتَمعين فنفذ إِلَيْهِم شرف الدّين بهاء الدّين ساروج وَمَعَهُ سِتُّونَ فَارِسًا من أجناده وشطار عسكره فَلَقِيَهُمْ على حامة البهاليل