عَثْرَة حَتَّى يُؤْذِيه وَكَانَ يفعل ذَلِك لبغضه لأستاذ الدَّار فَتقدم إِلَى جمَاعَة من الحماة أَن يترقبوا من ابْن هُبَيْرَة تِلْكَ الْحَالة الْمَذْكُورَة ويعلمونه بِصِحَّتِهَا وَكَانَ الْخَلِيفَة يكثر الْجُلُوس فى بُسْتَان مُحَمَّد بن يحيى الْفراش بالشارع على نهر عِيسَى وَكَانَ حَاجِب الْبَاب لَهُ بُسْتَان على نهر عِيسَى وَقد عمر فِيهِ دَارا حَسَنَة وَكَانَ يمْضِي إِلَيْهِ وَالنَّاس بَين يَدَيْهِ والخليفة يبصره وَينفذ من يعْتَبر حَاله وَكَانَ ابْن هُبَيْرَة قد منع النَّاس من شرب الْخمر وَأمر بِالْمَعْرُوفِ وَنهى عَن الْمُنكر وَبَالغ فِي الِاحْتِيَاط وَإِظْهَار الدّين
فَبينا الْخَلِيفَة ذَات يَوْم فِي بُسْتَان محمدبن يحيى ينظر إِلَى خَارج الْبُسْتَان من الدَّار الَّتِي هُوَ فِيهَا وَإِذا بخطليشة الظفرية قد أَقبلت إِلَى بُسْتَان حَاجِب الْبَاب ابْن هُبَيْرَة فَدخلت إِلَيْهِ ثمَّ بعد سَاعَة أقبل حَاجِب الْبَاب وَقُدَامَة غلمانه وَالسُّيُوف مَشْهُورَة بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه وَهُوَ لَا يعلم أَن الْخَلِيفَة فِي بُسْتَان ابْن يحيى الْفراش فَقَالَ الْخَلِيفَة هَذَا يَوْم ابْن هُبَيْرَة ثمَّ إِنَّه أَشَارَ إِلَى عَليّ بن أبي الْكَتَائِب وَقَالَ لَهُ نصبر سَاعَة وَتَأْخُذ مَعَك جمَاعَة من المماليك وتمضي وتكبس الْبُسْتَان وتنزل من حيطانه وتترك عِمَامَة ابْن هُبَيْرَة فِي عُنُقه وتقرن هَذِه القحبة إِلَى جَانِبه وتمضي بهما فِي السُّوق من أَوله إِلَى آخِره وتشهرهما فِي الْبَلَد وَبعد ذَلِك تتركهما فِي الخان الَّذِي فِي البدرية إِلَى ان أجئ إِلَى دَار الْخلَافَة وَأدبر بِأَيّ قتلة أَقتلهُ فقد أَمْرَضَنِي هَذَا الْكَلْب وأفعاله القبيحة لِأَنَّهُ يَأْمر النَّاس بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَفْعَله وينهاهم عَن الْمُنكر ويأتيه
فَبينا الْخَلِيفَة يُوصي ابْن أبي الْكَتَائِب بِمَا يَفْعَله وَإِذا جَمِيع من كَانَ مَعَ حَاجِب الْبَاب قد رجعُوا وَمَعَهُمْ فرسه وَلم يبْق عِنْده سوى الْمُغنيَة خطليشة فَمضى ابْن أبي الْكَتَائِب وَمَعَهُ جمَاعَة من المماليك والأتراك الصّبيان وهم لَا يعْرفُونَ من هُوَ حَاجِب الْبَاب وَلَا غَيره وَأتوا جيمعا إِلَى بُسْتَان ابْن هُبَيْرَة فوجدوا الْبَاب مغلقا فَأمر ابْن أبي الْكَتَائِب