بصدده وَكَانَ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار وَيعرف بالصلاح فَبلغ أَنه قد تولى الْأَمر مَعَه وَكِلَاهُمَا مستشعر من صَاحبه فَسبق الْوَزير إِلَى قَبضه وحبسه واستقل فِي التَّدْبِير فَلَمَّا سمع الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين بِهَذِهِ الْوَاقِعَة من الْوَزير وَمَا حدث مِنْهُ فِي حق الْأَمِير الْمَذْكُور قَالَ يَوْمًا فِي مَجْلِسه
لقد تعرض هَذَا للخطر وكأنى بِهِ وَقد ذهبت نَفسه فَكَأَنَّهُ نطق بِمَا كَانَ فِي الْقدر المحتوم فَلم تكن إِلَّا أَيَّام قَلَائِل إِلَّا وَالْخَبَر ورد بقتْله
وَذَلِكَ أَن جمَاعَة من المماليك المفردين تَآمَرُوا على قَتله فجَاء أحدهم إِلَيْهِ وَهُوَ جَالس فِي ديوانه وَعِنْده جمَاعَة من الأماثل والأكابر وَغَيرهم فَقَالَ لَهُ
الْملك يَدْعُوك وَحدك ليسألك عَن حَدِيث عنْدك فَقَامَ وَدخل الدهليز فثاروا عَلَيْهِ وقتلوه ثمَّ أخرجُوا الصّلاح من الْحَبْس فَلَمَّا تمكن قبض وَبسط وشرد أَصْحَاب الْوَزير وَقتل مِنْهُم من أدْركهُ ثمَّ إِنَّه قتل أُولَئِكَ القاتلين إِلَى أَن أدْرك الْأَمِير رشده
وفيهَا توفى الْأَمِير نَاصِر الدّين بن شيركوه بحمص فِي تَاسِع ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة
وفيهَا توفى الْفَقِيه مهذب الدّين عبد الله بن أسعد الموصلى بحمص وسأذكر مَا تجدّد من الْأُمُور السُّلْطَانِيَّة فى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وفيهَا تجهز أَبُو يَعْقُوب بعسكر زهاء على عشْرين ألفا وَجمع جموعا