نهج الْجَواب من جَانِبه ويرغبه تَارَة ويستعطفه تَارَة ثمَّ يتوعده تَارَة ويتهدده أُخْرَى فَذكر أَنه يقْضِي حق من وَجب عَلَيْهِ حَقه يَعْنِي بذلك صَاحبه وَذكر
أَن قطب الدّين مذ درج إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى لم تزل الخاتون مالكة الْأَمر وَنحن لَهَا مطيعون
فراسل السُّلْطَان حِينَئِذٍ خاتون مرّة أُخْرَى وَهِي لَا ترجع إِلَيْهِ جَوَابا يشفيه ثمَّ أَنه قَالَ لَهَا
إِنَّا لَا بنرح هَاهُنَا حَتَّى نفتح ميافارقين وَإِنَّا نَحن أولى بِحِفْظ بَيْتك ورعاية حَقك وَهَذِه الْبَلدة إِذا دخلناها فَلَا خُرُوج لنا عَن رضاك ونصاهرك فِي إِحْدَى عقائلك وَلم يزل بهَا حَتَّى طابت نَفسهَا بِمَا بذله السُّلْطَان لَهَا
وراسل السُّلْطَان عِنْد ذَلِك الْأَمِير الْأسد برتقش وَقَالَ لَهُ دع اللجاج والمجانبة فَإِن خاتون قد مَالَتْ إِلَى جانبا فَلَمَّا بلغه أَن خاتون قد وَافَقت السُّلْطَان على مُرَاده لانت عريكته وضرع إِلَى رَأْي السُّلْطَان وَاسْتقر أَن يَنْقَطِع إِلَى خدمته وَأَن يكون فِي جملَة من شملته سوابغ نعْمَته وَأَن يَخُصُّهُ بجنلجور وأعماله وَأَن يُقرر مَعَ خاتون أَن يبْقى مَا كَانَ عَلَيْهَا باسمها من الْمَوَاضِع وَاسم خدامها وَسَأَلت أَن يفرد لَهَا حصن الهتاخ وخطب السُّلْطَان إِلَيْهَا إِحْدَى بناتها لِابْنِهِ الْملك الْمعز فتح الدّين اسحق والتمست مِنْهُ مَا قَرَّرَهُ على يَمِينه فسارع إِلَى مرادها