وَلما كَانَ يَوْم الْأَرْبَعَاء آخر يَوْم من جمادي الأولى تقدم السُّلْطَان إِلَى القَاضِي نجم الدّين بن عصرون والعماد الْكَاتِب الْأَصْفَهَانِي بِالدُّخُولِ إِلَى ميافارقين لعقد النِّكَاح على ابْنة قطب الدّين لوَلَده اسحق وَكَانَ وَكيل السُّلْطَان لِابْنِهِ الْعِمَاد الْكَاتِب ووكيل ابْنة قطب الدّين القَاضِي نجم الدّين ابْن عصرون لتقرير الْمهْر وَتَسْلِيم النَّقْد وَجلسَ السُّلْطَان فِي سرادقه للهناء وَخرج إِلَيْهِ الْأَعْيَان من الْبَلَد وَنفذ إِلَى خاتون هَدَايَا وتحفا برسم المخطوبة وأنعم على الْأَمِير أَسد الدّين بجنلجور وشرفه تَشْرِيفًا جميلا
وَوصل عِنْد ذَلِك قطب الدّين سكمان بن مُحَمَّد بن قرا أرسلان وَأمر السُّلْطَان الْأُمَرَاء بلقائه ثمَّ خرج من بعدهمْ فَتَلقاهُ بالإكرام وَلم يزل عِنْده مكرما ثمَّ شرفه وَأمره بِالرُّجُوعِ إِلَى آمد موفور الْحَظ من جَانِبه وفوض السُّلْطَان ولَايَة تِلْكَ الْأَمَاكِن والبلاد إِلَى مَمْلُوكه حسام الدّين سنقر الخلاطي
ورحل السُّلْطَان من ميافارقين وَنزل على الْموضع الْمَذْكُور وراسل البهلوان وَكَانَ السَّبَب فِي وُصُوله مراسلة سيف الدّين بكتمر لَهُ وتخويفه من السُّلْطَان وَأَنه مَتى أَخذ خلاط وَاسْتولى على ممالكها قصد جَمِيع بِلَاد الْعَجم وَحمل إِلَيْهِ مَعَ ابْنَته زَوْجَة شاه أرمن مَالا جزيلا وَندب السُّلْطَان الْفَقِيه عِيسَى إِلَى مجد الدّين بن رَشِيق الْوَزير بخلاط فَتكلم مَعَه فأحال الْحَال على البهلوان وأنكم لَو استعجلتم قبل وُصُوله إِلَى الْبِلَاد لنلتم المُرَاد