وَكَانَ جمَاعَة من النَّاس يَقُولُونَ إِن الْخَلِيفَة يُرِيد قتل أستاذ الدَّار وَأَن هَذَا جَمِيعه اسْتِدْرَاج لَهُ
ثمَّ إِن أستاذ الدَّار أحضر بهاء الدّين عَارض الْجَيْش إِلَى دَاره وَأدْخلهُ إِلَيْهِ خلْوَة ثمَّ أذن للنَّاس بِالدُّخُولِ إِلَيْهِ فَلم يبْق من أَرْبَاب الدولة أحد وَأذن لجَمِيع النَّاس ذَلِك الْيَوْم بِالدُّخُولِ عَلَيْهِ فَدَخَلُوا فَلَمَّا اسْتَقر بهم الْمجْلس الْتفت أستاذ الدَّار إِلَى عَارض الْجَيْش وَقَالَ لَهُ
ادْع للخليفة وَأعلم أَنه عين عَلَيْك فِي نِيَابَة الدِّيوَان الْعَزِيز وَأخرج من ذمَّته مظالم الْعباد وفوضها إِلَيْك فَيجب أَن تنظر لنَفسك وتبصر أَيْن تضع قدمك فَلَا تمكن من ظلم أحد ولتكن سيرتك حَسَنَة ليحسن الذّكر وَيكثر الدُّعَاء لهَذِهِ الْأَيَّام الزاهرة فَبكى عَارض الْجَيْش بكاء شَدِيدا إِلَى أَن تعجب النَّاس من ذَلِك ثمَّ الْتفت أستاذ الدَّار إِلَى حَاجِب الْحجاب وَالْكتاب وحاشية الدِّيوَان وَقَالَ لَهُم
قد رسم أَن مرجع أَمركُم إِلَى هَذَا وَهُوَ المستخدم لكم وَلَا يُخَالِفهُ أحد فِي أَمر من الْأُمُور فَقَالُوا
السّمع وَالطَّاعَة ثمَّ قَالَ لَهُ
انْعمْ باسم الله فَقَامَ ليخرج من عِنْده فَقَامَ لَهُ أستاذ الدَّار على قَدَمَيْهِ
ثمَّ تقدم أستاذ الدّرّ أَن يدْخل مركوبه إِلَى وسط الدَّار ويركب من مَوضِع جرت عَادَة النواب فَحلف ابْن الدارنج أَنه لَا يركب إِلَّا خَارج الدَّار فَلم يُمكن من ذَلِك وَركب على طرف الإيوان الَّذِي يَلِي الْبَاب وَخرج وَالنَّاس بَين يَدَيْهِ والمماليك والأمراء والحجاب وَالْكتاب وَغَيرهم من النَّاس وَجلسَ فِي حجرَة الصَّلَاة وَكتب مطالعة تشْتَمل على حُضُوره فِي الدِّيوَان وشكره الأنعم الشَّرِيفَة وَنفذ المطالعة إِلَى بَاب الْحُجْرَة وَخرج الْجَواب إِلَيْهِ بِأَن يطيب نَفسه ويشرح صَدره واستقل بالنيابة