إِلَى الْخَلِيفَة أَسمَاء جمَاعَة لكَي يخْتَار مِنْهُم شخصا لنيابة الدِّيوَان مِنْهُم عَارض الْجَيْش ابْن الدرانج وَشرف الدّين بن الْخلال وحاجب الْبَاب ابْن هُبَيْرَة وَنجم الدّين بن الثَّقَفِيّ وَذكر أَن هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَة كلا مِنْهُم يصلح أَن يكون نَائِب وزارة ومدح ابْن هُبَيْرَة حَاجِب الْبَاب وَذكر أَنه كَانَ يَنُوب فِي الدِّيوَان عَن أَبِيه وَبَالغ فِي القَوْل فبرز خطّ الْخَلِيفَة يَقُول
إِن ابْن الدرانج عَارض الْجَيْش أصلح من هَؤُلَاءِ وَبعد هَذَا فَالْحَدِيث مَعَك والرأي إِلَيْك فِي تَرْتِيب من شِئْت فَلَيْسَ لنا فِي هَذَا حَدِيث فنفذ إِلَى ابْن الدارنج وتحدث مَعَه وعرفه الْحَال وَقَالَ
إِذا ركب نَائِب الوزارة إِلَى الدِّيوَان عرفوني حَتَّى أنفذ إِلَيْهِ أعزله ليَكُون ذَلِك أَكثر فِي الشناعة عَلَيْهِ وَكسر الْحُرْمَة فَحملت دَوَاة ابْن صَدَقَة إِلَى الدِّيوَان وَجَاء من أخبر بركوبه فَتقدم أستاذ الدَّار إِلَى الْحَاجِب أبي الرِّضَا أَن يَأْخُذ مَعَه جمَاعَة من الْحجاب وَجَمَاعَة من أَصْحَابه من ديوَان الْأَبْنِيَة ويمضي إِلَيْهِ وَيَقُول لنائب الوزارة ابْن صَدَقَة
قد استغني عَنْك فَالْزَمْ بَيْتك فَمضى الْحَاجِب إِلَى الدِّيوَان فَلم يجده فَرجع إِلَى دَاره فَدخل عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ
إلزم بَيْتك فقد استغني عَنْك
ثمَّ تقدم إِلَى الْحَاجِب أَن يحضر مَعَه جَمِيع النواب بالديوان الْعَزِيز ويحضرون إِلَى الدِّيوَان فَفعل ذَلِك ثمَّ رَجَعَ الْحَاجِب أَبُو الرِّضَا إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ
قد تقدم إِلَيْك أَن تحضر جَمِيع مَا يكون عنْدك من خطوطه وَلَا يبْقى عنْدك مِنْهَا شَيْء فَفعل ذَلِك وَحلف بِالنعْمَةِ الشَّرِيفَة أَنه لم يبْق عِنْده شَيْء وَكثر القَوْل من النَّاس أَن أستاذ الدَّار قد تحكم فِي دَار الْخلَافَة بِحَيْثُ لَو أَرَادَ أَن يعْزل الْخَلِيفَة لفعل وَكثر خوف النَّاس من أستاذ الدَّار فَكَانَ الْأُمَرَاء وأرباب الدولة يَتَرَدَّدُونَ إِلَى خدمته خوفًا مِنْهُ