الشريف وأنهى ذَلِك إِلَى الْخَلِيفَة من جَانب أستاذ الدَّار وَكَانَ ابْن صَدَقَة يمْنَع من يتألم فَتقدم الْخَلِيفَة بإحضار ابْن عمَارَة إِلَى الدِّيوَان وإحضار قَاضِي الْقُضَاة ابْن الدَّامغَانِي والمحتسب ابْن الرطبى وَأمر بإحضار أَرْبَاب الْأَمْلَاك وَيَنْظُرُونَ تكييف هَذِه الْحَال ويطالعونه بحقيقتها فَحَضَرَ الْجَمَاعَة وَجلسَ صَدَقَة بن صَدَقَة فِي بَيت الْجَيْش الْكَبِير وَسمع مَا ذكره ابْن عمَارَة من زِيَادَة الْأَمْلَاك وَتقدم إِلَى الْملاك بإحضار كتب أملاكهم واعتبارها وَطَالَ الحَدِيث فِي ذَلِك وَكَانَ الْمُجْمل على أهل بعقوبا وَأهل بوهرز من الذَّهَب مائَة ألف دِينَار إمامية وارباب الْأَمْلَاك لَا يعترفون بِشَيْء من ذَلِك فَوَقع الْخَلِيفَة بتقليد ذَلِك قَاضِي الْقُضَاة فَإِن ثَبت عِنْده شَيْء يحكم بِهِ وَإِن لم يثبت عِنْده شَيْء فَلَا حَاجَة لنا بأموال الرّعية فَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة مَا ثَبت عِنْدِي إِلَّا حجج الْملاك فَحسب فَقَالَ ابْن عمَارَة وَصدقَة بن صَدَقَة
يُؤَخر هَذَا إِلَى أَن يحضر من يشْهد بِهِ لبيت المَال وَمَا قد أَخذ
(سَعَادَة لَو أحَاط الحارمي بهَا ... لعاد فِيهَا ادَّعَاهُ وَهُوَ حزنان)
(فاسعد بهَا دولة غراء مَا ادرعت ... بِمِثْلِهَا حمير قدما وساسان)
(واسلم تدوم لنا النعمى فَإنَّك مَا ... سلمت فِي جذل فالدهر جذلان)
(لَا زلت بدر سَمَاء يستضئ بِهِ ... ويهتدي مظلم منا وحيران)