وَدخلت سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَهُوَ مخيم بحماة وسأذكر الْأَحْوَال بهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وفيهَا جَازَ أَبُو يَعْقُوب بن عبد الْمُؤمن الْبَحْر إِلَى الأندلس فِي جمع كَبِير وَقصد غربي بلادها فحاصر مَدِينَة شنترين شهرا كَامِلا فَأَصَابَهُ مرض فَمَاتَ وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول من السّنة الْمَذْكُورَة وَحمل فِي تَابُوت إِلَى أشبيلية فَكَانَت مُدَّة ولَايَته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وأشهرا وَخلف أَوْلَادًا جمَاعَة
وَلما مَاتَ السَّيِّد أَبُو يَعْقُوب اجْتمع الموحدون وَأَوْلَاد عبد الْمُؤمن على تَقْدِيم ابْنه أبي يُوسُف يَعْقُوب وَذَلِكَ أَنه مَاتَ من غير وَصِيَّة لأحد من بنيه فَبَايعُوهُ وَعقد لَهُ الْولَايَة وَدعوهُ بأمير الْمُؤمنِينَ وقدموه الْأَمر من حِين موت أَبِيه فَقَامَ بذلك وَوضع ميزَان الْقسْط وَبسط أَحْكَام الْعدْل على حَقِيقَة النّظر فِي الْأُمُور والورع فِي الدّين وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَإِقَامَة حُدُود الله عز وَجل فِي أَهله وعشيرته الْأَقْرَبين كَمَا أَقَامَهَا على سَائِر الْبلدَانِ فاستقامت الْأُمُور ببركاته وَظَهَرت