الْفتُوح الْعَظِيمَة ببركاته وعزماته وَبَدَأَ فِي النّظر بِأُمُور الأندلس فثقف ثغورها وَظَهَرت رِجَاله فِي قواعدها وَأثبت الْمُقَاتلَة فِي مراكزها وَجرى ذَلِك كُله فِي شَهْرَيْن من أول ولَايَته ثمَّ عَاد إِلَى مراكش وَأقَام بهَا
وَلما سَار شرف الدّين قراقوش إِلَى بِلَاد إفريقية وَنزل على الْحمام وَأقَام عَلَيْهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا يقاتلها وَهدم فِيهَا ثغرة سدها أَصْحَابهَا بِالنَّخْلِ وأحرق مَا سدوا بِهِ وَقَاتلهمْ فَلم يقدر مِنْهُم على شَيْء ورحل عَنْهَا وهرب مِنْهُ ابْن شكل وَصَارَ إِلَى عرب يُقَال لَهُم عَوْف عِنْد مقدم مَعَهم يُقَال لَهُ جنَاح بن عقيل وَكَانَ الأكراد قد أفسدوا عقله وَقَالُوا لَهُ إِذا صرت عِنْده لحقناك وَتَكون سُلْطَانا لنا وتملك الْبِلَاد فَلَمَّا مضى لم يلْحقهُ من الأكراد أحد وَبَقِي عِنْد الْعَرَب مَعَه قريب من عشْرين رجلا لَا غير وَوصل سيد النَّاس وَأَخُوهُ الْمَنْصُور إِلَى شرف الدّين قراقوش ودخلوا فِي طَاعَته وحالفهما وحلفا لَهُ وأعطاهما عطايا جزيلة ولدخولهم فِي طَاعَته فَرح أهل بشترى وانقادوا خوفًا من أَن يحصرهم بِأَهْل بِلَادهمْ وَولى عَلَيْهِم رجلا يُقَال لَهُ حراج كَانَ يخْدم عِنْد وَالِدي الْملك المظفر بديار مصر وَوصل إِلَيْهِ فِي الْجَمَاعَة الَّتِي وصل فِيهَا ابْن شكل وَسَار عَنهُ وَتَوَلَّى بفزارة وَكَانَت ولَايَته فِيهَا ولَايَة ضَعِيفَة
ورحل شرف الدّين عَن الْحمام وَدخل إِلَى إفريقية وَنزل بِجَزِيرَة باشو