فَيبقى فِيهِ سَاعَة والخليفة يضْحك عَلَيْهِم فَينزل مُتَقَدم الفراشين وَمَعَهُ مائَة دِينَار إمامية فَيَقُول لمقدم الْعَوام هَذِه الْمِائَة دِينَار لأجل الْمَيِّت فَحِينَئِذٍ يقوم الْمَيِّت المكفن من المَاء فيتصارخ النَّاس لذَلِك وَيضْحَكُونَ وَيدعونَ للخليفة وَكَانَ فِي ذَلِك الْيَوْم على سطح تِلْكَ الدَّار جمَاعَة من المماليك الْخَواص مثل سنجر وَإيَاس الرُّومِي وبرنبا العلائي وَيَاقُوت وقيطرس وَجَمَاعَة من المماليك
فَلَمَّا انْقَضى دفن الْعِيد وَخَرجُوا بأسرهم وَتَحْت كل وَاحِد مِنْهُم حصان عَلَيْهِ سرج بِذَهَب وتخت وطوق وسر فَسَار وَعَلَيْهِم ملابس الزركش وَالثيَاب الطلس فَكَانُوا يركبون يَوْم يكون من الْحِلْية وَالثيَاب فَكَانَ أهل بَغْدَاد يرجعُونَ من فرجتهم يتفرجون على المماليك وَيَقُولُونَ
نَحن كُنَّا نتفرج على الْمَيِّت فَلم لَا نتفرج على هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة الَّذين قد خَرجُوا
وَلما دخلت هَذِه السّنة شرع السُّلْطَان بمكاتبة الجوانب والأطراف والحث على وُصُول عَسَاكِر الْإِسْلَام إِلَى دمشق ليتوجه مِنْهَا إِلَى غزَاة الكرك فَلم تزل العساكر تتواصل من الْبِلَاد الشامية وبلاد الجزيرة وديار بكر فَلَمَّا تكاملت عدَّة العساكر سَار بهَا مُتَوَجها إِلَى الكرك فَكَانَ نُزُوله على نَاحيَة أدر من أَعمالهَا خَامِس شهر ربيع الآخر وَوصل كتاب السُّلْطَان إِلَى وَالِدي الْملك المظفر سقى الله عهوده الرضْوَان وَكَانَ نَائِبه بِمصْر بوصوله إِلَيْهِ بالعساكر المصرية فشرع فِي تجهيز العساكر فحين تكاملت خرج إِلَيْهَا مُتَوَجها إِلَى الكرك فَأَشْرَف بعد أَيَّام على أَعمالهَا وتلقاه السُّلْطَان بعساكره ونزلوا جَمِيعًا قبالة الْحصن على الْوَادي وَوَقع التضافر على مضايقة