وفيهَا عجز ابْن البُخَارِيّ عَن الرّكُوب ليَوْم الْعِيد إِلَى الدِّيوَان لِأَنَّهُ كَانَ بِهِ مرض قد أعجزه وأثقله وَكَانَ يُكَلف نَفسه الْجُلُوس فِي الدِّيوَان لأجل المنصب وَقد ذكر أَن سَبَب ذَلِك الْمَرَض من جِهَة زَوجته وَأَنَّهَا أسقته سما فتطاول مَرضه لذَلِك فَاسْتَأْذن الْخَلِيفَة أَن يَجْعَل فِي محفة وَيحمل إِلَى صفة الزَّيْتُون فَجَلَسَ فِي مَوْضِعه وَكَانَ قد تناهى بِهِ الْمَرَض وَعجز عَن الْحَرَكَة فَحَضَرَ أَرْبَاب الدولة وَأنْشد الشُّعَرَاء مدحهم وَكَانَ عِنْده شغل من شدَّة مَرضه

وفيهَا وضع أستاذ الدَّار من نقل إِلَى الْخَلِيفَة أَن أَبَا الْحسن بن الْكَرْخِي يسمج وَيَقُول عَنهُ أَشْيَاء وَيذكر جَمِيع مَا يكون فِيهِ من أَحْوَال تجْرِي فِي خلْوَة أَو مجْلِس ويتحدث بذلك فِي الْأَسْوَاق وَأَن الدَّلِيل على صِحَة مَا نقل عَنهُ أَن الخطير الْبَزَّاز قد حكى عَنهُ جَمِيع ذَلِك فَتقدم الْخَلِيفَة بإحضار الخطير الْبَزَّاز وَسمع كَلَامه فَتقدم الْخَلِيفَة بِمَنْع ابْن الْكَرْخِي من الدُّخُول إِلَيْهِ ثمَّ تقدم أستاذ الدَّار إِلَى كل من أَخذ مِنْهُ ابْن الْكَرْخِي هَدِيَّة أَو قرضا أَو شَيْئا أَن يُطَالِبهُ بِهِ إِلَى أَن استوعب مَاله وَابْن الْكَرْخِي يعْتَقد أَن ذَلِك يُرْضِي الْخَلِيفَة وَتقدم بِقطع معيشته من الدِّيوَان ومعيشة أَبِيه أَيْضا وَكَانَ أَبوهُ حَاجِب منْطقَة وحاجب مِنْبَر فَكتب عَمْرو الْعلي بن النشال الْهَاشِمِي وَكَانَ هَذَا الْمَذْكُور يخْدم الْخَلِيفَة لما كَانَ أَمِيرا فَلَمَّا ولى الْخلَافَة تقدم بِأَن يرتب حاجبا صَغِيرا فرتب وَكَانَ النَّاس يستعظمون ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع الْحَطب وَكتب رقْعَة يسْأَل فِيهَا أَن يرتب حَاجِب منْطقَة وحاجب مِنْبَر مَوضِع ابْن الْكَرْخِي الشَّيْخ الملقب بولِي الدّين فَوَقع الْخَلِيفَة عَلَيْهَا بِالْإِذْنِ وَعرضت على ابْن البُخَارِيّ فنفذ إِلَى أستاذ الدَّار وَقَالَ

إِن النَّاس يستعظمون ذَلِك وَكَون هَذَا فِي الدِّيوَان حَاجِب صَغِير فاستقبح قَوْله فَقَالَ إِن الْخَلِيفَة قد تقدم بذلك وَلَا يسيئه بَيْعه الْحَطب مَعَ أَنه من الأسرة الهاشمية فَلَا تقل فِي هَذَا شَيْئا أَلْبَتَّة ثمَّ أحضر ابْن النشال وَأَجْلسهُ بَين يَدَيْهِ وَصَارَ مَوضِع ابْن الْكَرْخِي وَعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015