السجان قبل أَن يتم لَهُم أَمرهم فأحضر شُهُودًا وأوقفهم على نقب الْحَبْس وأحضر إِلَيْهِم الْعَرَب وَقد كسرت الْقُيُود من أَرجُلهم فَاعْتَرفُوا بِمَا عمل مُحَمَّد الْفراش وَكَتَبُوا بذلك مطالعة وَرفعت إِلَى الْعرض الْأَشْرَف فبرز الْخط الشريف بِقطع يَده وَرجله فَإِن مثل هَذَا لَا يَأْتِي على الْمُسلمين مِنْهُ خير فَقطعت يَده وَرجله وَحمل إِلَى البيمار ستان العضدي

وَأما خَازِن الدِّيوَان فَإِنَّهُ كَانَ يلقب بالسديد واسْمه الْأَعَز فَأحْضرهُ أستاذ الدَّار وخلع عَلَيْهِ وَاعْتذر إِلَيْهِ وَأَعَادَهُ إِلَى خدمته وَتقدم الْخَلِيفَة بِأَن يكون الذَّهَب فِي الخزانة فِي صناديق عَلَيْهَا أقفال جِيَاد ويحرس الْمَكَان وَتقدم بِأَن تعلى حيطان الدِّيوَان وَيمْنَع كل طَرِيق إِلَيْهِ وَأَن يعْمل لَهُ سياج من شوك فَفعل ذَلِك فَصَارَ الدِّيوَان لَا سَبِيل لأحد عَلَيْهِ من جِهَة من الْجِهَات ورتب لَهُ الحراس

وفيهَا زَاد إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم على أَمِير الْحَاج طاشتكين مائَة ألف دِينَار فِي ضَمَان الْحلَّة والبلاد السيفية وَمَا ينْسب إلهيا فَتقدم الْخَلِيفَة بإحضار قَاضِي الْقُضَاة وإحضار أَمِير الْحَاج وَأَن يجمع بَينه وَبَين إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم وَأَن يكون من جَانب أستاذ الدَّار ابْن يُونُس الْوَكِيل فَحَضَرَ الْجَمِيع وَأَشَارَ ابْن البُخَارِيّ إِلَى إِبْرَاهِيم بالْكلَام فَقَالَ إِن هَذِه الْحلَّة فِيهَا زِيَادَة على الْمبلغ الَّذِي على هَذَا الْأَمر مائَة ألف دِينَار وَأَنا أضمن الْموضع بِهَذَا وَكَانَ وزيره حِينَئِذٍ المقرب ابْن بختيار فَقَالَ اذكر لنا وُجُوه الزِّيَادَة فَأخذ يذكر وأمير الْحَاج يُنكر وأستاذ الدَّار كَبِير التعصب لأمير الْحَاج وطولع الْخَلِيفَة بِالْحَال فَكتب إِن الْمصلحَة فِي ذَاك أَن تقرر على أَمِير الْحَاج أَن يحمل فِي كل سنة شَيْئا وَيقطع الحَدِيث وَلَا يعين عَلَيْهِ فإننا قد كسرناه فأحضر أَمِير الْحَاج ووزيره ابْن بختيار وَأخذ خطهما بِمَا تقرر على أَمِير الْحَاج وَتقدم إِلَى ابْن إِبْرَاهِيم بالانصراف وكف لِسَانه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015