بمشرعة الحطابين وغرمت عَلَيْهِ جملَة كَبِيرَة وَقَالَت لَا يُصَلِّي فِيهِ إِلَّا رجل حنبلي فأحضر إِلَيْهَا من بَاب الأزج مقرئ جيد فَأمرت بِهِ أَن يحمل إِلَى بَاب الْحُجْرَة وَأَن يخلع عَلَيْهِ فَفعل بِهِ ذَلِك وَجعل إِمَامًا لذَلِك الْمَسْجِد

وفيهَا تقدّمت أم الْخَلِيفَة بعمارة مشْهد لرجل يُقَال لَهُ الشَّيْخ عَليّ بن الهيتي ورباطا هُنَاكَ فَعمل لَهُ قبَّة عَجِيبَة الْبناء وَكَانَ هَذَا الشَّيْخ عَليّ بن الهيتي رجلا صَالحا يَحْكِي عَن عماد الدّين بن رَئِيس الرؤساء أَنه خرج من بَغْدَاد وَتوجه إِلَى نَاحيَة زويدان لتلقي الْحَاج وَكَانَ مَعَه ابْن يُوسُف الدِّمَشْقِي الْوَاعِظ فَقَالَ ابْن يُوسُف لعماد الدّين ابْن الْوَزير إِن الشَّيْخ عَليّ الهيتي كَبِير السن فِي عشر التسعين فَقَالَ عماد الدّين لَا يعقل بل يكون لَهُ سبعين أَو فِي عشر السّبْعين ثمَّ خَاضُوا فِي حَدِيث غَيره إِلَى أَن وصل الوزيران وجاءا إِلَى الشَّيْخ عَليّ بن الهيتي وَهُوَ يُصَلِّي الْعَصْر وَقد سبق الْعِمَاد بِرَكْعَة وَاحِدَة فَلَمَّا دخل مَعَه فِي الصَّلَاة وَفرغ من صلَاته تقدم عماد الدّين ليَأْخُذ يَده ويصافحه فَلَمَّا ترك يَده فِي يَده قَالَ لَهُ أَنْت على الصَّحِيح فِي عشر السّبْعين نَحن قَالَ الْعِمَاد

فَقبلت يَده وَعلمنَا أَنه صَاحب كرامات

ثمَّ إِن أم الْخَلِيفَة لما أكملت بُنيان تِلْكَ الْقبَّة أوقفت عَلَيْهَا قَرْيَة جميلَة يكون ارتفاعها خَمْسمِائَة دِينَار وحملت إِلَيْهَا جَمِيع مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من فرش وقناديل من جُمْلَتهَا قنديلان أَحدهمَا فضَّة وَالْآخر ذهب ثمَّ عملت على قَبره لما مَاتَ صندوقا من الساج وغرمت عَلَيْهِ جملَة كَبِيرَة وكتبت اسْمهَا على داير الصندوق هَذَا مَا أوقفته بَحر درة أَمِير الْمُؤمنِينَ

وفيهَا تقدم الْخَلِيفَة إِلَى أستاذ الدَّار أَن يعمر لَهُ دَارا فِي نَاحيَة حسناباذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015