ويتصيد والعسكر فِي خدمته وَهُوَ غير متظاهر وَكَانَ الْأَمِير عماد الدّين طغرل مَعَه وَكَانَ الْخَلِيفَة يفرق كل يَوْم على الْأُمَرَاء صناديق الحلاوات وأصناف المأكل والفاكهة وَابْن يُونُس يتَوَلَّى ذَلِك جَمِيعه وَكَانَ على ابْن أبي الْكَتَائِب ويوسف بن عنبر وَأَبُو الْعِزّ وَمُحَمّد بن يحيى وَأَبُو الْحسن ابْن الْكَرْخِي والطاهر شرف الدّين أَبُو الْفضل بن الطَّاهِر نقيب الطالبيين وَكَانَ الْخَلِيفَة يدْخل للزيارة هُوَ وَأمه وَلَا يُمكن أحد من الدُّخُول إِلَى الزِّيَارَة إِلَّا بعد خروجهما وَأنْفق من الْأَمْوَال حدودا من عشْرين ألف دِينَار وَكَانَ سعود الْخَادِم مُتَوَلِّي دجيل فَكَانَ ينفذ فِي كل يَوْم إِلَى الْعَسْكَر إِقَامَة من شعير وتبن وأغنام وأبقار وَغير ذَلِك أَشْيَاء كَثِيرَة وَكَانَ جَمِيع من كَانَ عِنْد الْخَلِيفَة مَنْسُوبا إِلَى أستاذ الدَّار ابْن الصاحب يذكر جَمِيع مَا يجْرِي يَوْمًا فيوما وَسَاعَة بساعة وَعَاد الْخَلِيفَة دَامَ ظله من تِلْكَ الزِّيَارَة وَمن مَعَه من الْأَصْحَاب والأمراء فِي السفن إِلَى تَحت التَّاج من بَاب الْبُشْرَى وَكَانَ جمَاعَة من المماليك والأمراء يذمون ابْن يُونُس ويقبحون ذكره لكَونه كَانَ الْخَلِيفَة يَأْمُرهُ أَن يُعْطي النَّاس فَكَانَ يُعْطي قَلِيلا حَتَّى إِنَّه رد من صناديق الْحَلْوَى والأطعمة كثيرا فَعلم الْخَلِيفَة بذلك فَأنْكر عَلَيْهِ وَفرق جَمِيع ذَلِك على دور الْأُمَرَاء والمماليك وأرباب الدولة وَكَانَ الْخَلِيفَة قد تقدم إِلَى أستاذ الدَّار أَن يعمر مشْهد سر من رأى وَأَن يشيده وَينفذ إِلَيْهِ فرشا وبسطا وَجَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ أَيْضا فعل بمشهد صدوديا وَأَن يعْطى جَمِيع المجاورين بِهَذَيْنِ المشهدين ثَلَاثَة ألف دِينَار وَأعْطى مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر على ساكنه السَّلَام ألف دِينَار لعمارته وَخمْس مائَة دِينَار تفرق على ساكنيه

وفيهَا عمرت أم الْخَلِيفَة مَسْجِدا بمشرعة السقائين على شاطئ دجلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015