الشطرنجي فِي دَار حَسَنَة فِي درب الدَّوَابّ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يشرب فَقَامَ وخدمه وَجلسَ بَين يَدَيْهِ فَأخذ مِنْهُ غَفلَة وضربه بِالسَّيْفِ فَقَامَ إِلَيْهِ وَقبض عَلَيْهِ وَأَرَادَ أَن يهلكه وَكَانَ الشطرنجي أقوى مِنْهُ فَقَامَ أقش مَمْلُوك الشطرنجي وساعد أَمِير الْمُؤمنِينَ صلوَات الله عَلَيْهِ وخلصه مِنْهُ فَضَربهُ ضَرْبَة أُخْرَى فَقتله فِي وسط الدَّرْب وَتقدم إِلَى بعض الخدم أَن يُؤْخَذ ويرمى من سَاعَته فِي دجلة وبقى الدَّم فِي مَوضِع قَتله فَكَانَ أهل بَغْدَاد فِي صَبِيحَة ذَلِك الْيَوْم يأْتونَ سرا إِلَى بَاب الشرطنجي وَيَنْظُرُونَ مَوضِع قَتله
وَجَاء جمَاعَة من الجباة إِلَى بَاب النوبي نصف اللَّيْل فَقَامَ المستخدم الْمُوكل بِهِ وَقَالَ
مَا الْخَبَر فَقَالُوا خُذ هَذِه الرقعة وَسلمهَا إِلَى أستاذ الدَّار فَأخذ الرقعة وَحملهَا إِلَى أستاذ الدَّار فَوقف عَلَيْهَا فَضرب بِإِحْدَى يَدَيْهِ على الْأُخْرَى وَقَالَ لَا حول وَلَا قُوَّة وانزعج واستعظم النَّاس هَذِه الْحَال وصاروا يخَافُونَ الْخَلِيفَة وحصلت لَهُ الهيبة فِي قُلُوب النَّاس
وَلما أصبح الْخَلِيفَة تقدم إِلَى أئتاذ الدَّار بِالْقَبْضِ على جَمِيع أَصْحَاب الشطرنجي وأسبابه وَأخذ جَمِيع مَا كَانَ فِي دَاره وَأمر بإحضار أقش مَمْلُوك آل تنبه الشطرنجي فَأعْطى خمس مائَة دِينَار وخلع عَلَيْهِ ورسم أَن تكون هَذِه جَارِيَة عَلَيْهِ مستمرة فِي كل سنة يَأْخُذهَا من الدِّيوَان
ثمَّ برز الْأَمر بِأَن تُعْطى وَاسِط وأعمالها وبلادها لمجاهد الدّين خَالص الْخَادِم وَأَن يكون فِيهَا على مَا كَانَ آل تنبه الشطرنجي فَوَقع بهَا لَهُ وَكَانَ لآل تنبه أَخ مَمْلُوك يُقَال لَهُ آق سنقر من جملَة مماليك الْخَلِيفَة وَكَانَ مستحسنا فَتقدم الْخَلِيفَة بِأَن يخلع عَلَيْهِ وَأَن يُعْطي الدَّار الَّتِي فِي درب نصير وَكَانَت