وَكَانَ ذَلِك ينْقل إِلَى أستاذ الدَّار ابْن الصاحب من حَضْرَة الْخَلِيفَة وأستاذ الدَّار لَا يشْعر أحدا أَنه يعلم ذَلِك
وفيهَا مَاتَ الشَّيْخ يُونُس وَكَانَ ابْنه نَائِب أستاذ الدَّار فِي ديوَان الْأَبْنِيَة المعمورة وَكَانَ مَوته فِي الدَّار الَّتِي بِرَأْس درب الدَّوَابّ وَاجْتمعَ لَهُ النَّاس لأجل وَلَده وَفتح لَهُ جَامع الْقصر وَحضر أَرْبَاب الدولة للصَّلَاة على جنَازَته وَحمل إِلَى قبر سلمَان الْفَارِسِي بِالْمَدَائِنِ فدفنوه هُنَاكَ على حُذَيْفَة بن الْيَمَان وَذكر ابْن يُونُس أَن لَهُم بحذيفة وصلَة نسب وَبنى عَلَيْهِ قبَّة حَسَنَة
وفيهَا دخل الْخَلِيفَة ثَبت الله دَعوته الْمدرسَة النظامية لَيْلَة سبع وَعشْرين من رَمَضَان وَكَانَت لَيْلَة الختمة فَرَأى الْمدرسَة شعثة وَرَأى الإيوان الَّذِي بهَا شعثا وأرضها كَثِيرَة التُّرَاب غير مطبقة فَلَمَّا خرج مِنْهَا تقدم إِلَى أستاذ الدَّار ابْن الصاحب أَن يعمر النظامية من ديوَان الْأَبْنِيَة الْمَعْمُور وَيُطلق لَهَا جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَتقدم إِلَى ابْن يُونُس أَن يتَوَلَّى عمارتها وإصلاحا فنفذ إِلَيْهَا الصناع وَجَمِيع الْآلَات وَجَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من حصر وَغَيره ورتب فِيهَا جمَاعَة من غلْمَان ديوَان الْأَبْنِيَة يحثون على الْعَمَل فغرم عَلَيْهَا مبلغ كَبِير
وفيهَا خلع آل تنبه الشطرنجي أَمِير وَاسِط على جَمِيع عسكره كل وَاحِد قبَاء لونين فَكَانَت قبيحة فِي أعين النَّاس فَكَانَ أهل بَغْدَاد يعيبون عَلَيْهِ ذَلِك ويقبحونه وَكَانَ مفرطا فِي الشّرْب ذَا سيرة قبيحة وَكَانَ شرب ذَات لَيْلَة فَبلغ الْخَلِيفَة ثَبت الله دَعوته مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْفُحْش والبطالة فَقَالَ لِابْنِ يحيى وَلأبي الْعِزّ ولنجاح الشرابي وَابْن الْكَرْخِي قومُوا بِنَا نمضى إِلَى عِنْد الشطرنجي نَنْظُر مَا هُوَ عَلَيْهِ من سوء حَاله وتدبيره وَكَانَ