وَلَا يتَصَرَّف فِي حرف وَاحِد فَتقدم إِلَيْهِ بذلك
وَكَانَ موت سديد الدولة ابْن الْأَنْبَارِي فِي ذِي الْحجَّة من السّنة
مَا تجدّد للْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين بِمصْر وَالشَّام وَغَيرهمَا من الْبِلَاد من الفتوحات والغزوات فِي هَذِه السّنة
وَدخلت هَذِه السّنة وَالسُّلْطَان نَازل على آمد محاصر لَهَا مضايق على أَهلهَا وَكَانَ قد نصب عَلَيْهَا مجانيق عدَّة وستائر وَمنع النَّاس من أَن يبدءوا بقتل رجل من الْمُسلمين وَكَانَ غَرَضه أَن يستأمنوا فداخلهم الطمع حَتَّى أحرقوا بعض الستائر فنازلهم السُّلْطَان ذَات يَوْم بِنَفسِهِ وَكَانَ وَالِدي فِي ذَلِك الْيَوْم قد هجم على كل من كَانَ قد طلع مِنْهُم فردهم على أَعْقَابهم وهجم النَّاس فِي إثره بالسلاليم فَصَعدَ فِيهَا الرِّجَال وملكوا بَين السورين وشرعوا فِي النقب ومسعود بن أبي عَليّ بن نيسان يحرض أَصْحَابه على الْقِتَال وَرمى النَّاس بِالْقَوَارِيرِ فَلَمَّا رأى السُّلْطَان ذَلِك أَمر النَّاس بالمنازلة وحرضهم على الْقِتَال وَأمر بعض أَصْحَابه أَن يكْتب فصولا على عيدَان النشاب بالإرهاب لمن بآمد من الْعَوام يتوعدهم فِيهَا تَارَة ويعدهم أُخْرَى ففترت عَنهُ مساعدة أهل الْمَدِينَة وخافوا على أنفسهم وَكَانَ مَسْعُود بن نيسان فِيمَا بَينهم مَذْمُوم السِّيرَة فتقاصروا عَن الاستطالة